Tuesday, January 24, 2012

قاعدة الـ5 دقائق


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, رسالة وصلتني من مجموعة السماء السعيدة فها أنا أنقلها لكم لما فيها من فائدة. أتمنى أن تستفيدوا من الموضوع كما استفدت... إن بإمكانك أن تقوم بالكثير من الأعمال الهامة .. في وقت لا يزيد عن (5) دقائق. عند توقيت الساعة على أمر معين .. فَوَقّت المنبه على أن يكون قبل الوقت بـ (5) دقائق

-      إن عجلت في الخروج من المسجد .. فقل: (فقط 5 دقائق) ثم اجلس للتلاوة أو الذكر
-      إن كسلت عن قراءة كتاب الله .. فبادر للقراءة الآن .. وقل (فقط 5 دقائق)
-      إن أعجزك الشيطان عن ذكر الأذكار الشرعية .. فقل (فقط 5 دقائق) ثم بادر بقولها
-      إن لاحظت أنك تسرع في قيادة السيارة .. فقل (فقط 5 دقائق) .. وهو الوقت بين القيادة بسرعة والقيادة الهادئة -غالباً-
-      إن التزمت بموعد معين .. فاحرص على أن تبكر إليه وقل (فقط 5 دقائق)
-      إن أكثرت من تأجيل عمل معين .. فبادر له الآن .. وقل (فقط 5 دقائق)
-      إن لم تعجبك قاعدة الـ (5 دقائق) فقل: لا يضر .. قضيت (فقط 5 دقائق) لقراءتها.

منقول بتصرف من كتاب - ما قل ودل (111 فكرة ومعلومة وقصة وطرفة في بناء الذات -  محمد حامد محمد

Monday, January 23, 2012

اللّقب القلبي



ما منا شخص إلا و قد أحسن إليه شخص آخر أو هو كان محسنا إلى غيره, سواء بالماديات أو المعنويات, و السؤال يا أعزائي, ما الذي تفعلونه إن أحسن إليكم شخص ما؟ أظن أن الغالبية يشكرون و يدعون لهذا المحسن على إحسانه و البعض قد تعود أن يكرم المحسن بهدية أو صلة أو ما شابه ذلك. و أنا لا أختلف عنكم فإن أحسن إلي محسن فإني أشكره و أدعو له و غير ذلك. لكني ربما أختلف عن البعض قليلا و أضيف على ما سبق هو أني أعطي هذا المحسن لقباً في قلبي و يكون هذا اللقب مستوحاة من إحسانه إلي. مثال ذلك إن أعطاني شخص مالا في وقت الحاجة أعطيه لقب "مموّل في الملمّات" أو شيء من هذا القبيل.

ربما يستغرب البعض فعلي هذا, لكني أقول إن هذا الفعل (و هو إعطاء الألقاب) أفادني كثيرا في حياتي و إن شاء الله يفيدني فيما بقي من أيام حياتي. و هذا اللقب يكون لقبا إضافيا في القلب مع اسم الشخص, لكني أتذكر الشخص بلقبه فإن الأسماء تتشابه و الإنسان بطبيعته يكون شاكرا لمن أحسن إليه إن تذكّر إحسانه و الإنسان اسمه قد لا يكون كافيا في تذكّر إحسان المحسن فهنا يأتي دور اللقب القلبي. ثم إني أعطي هذا اللقب القلبي للمحسن لكي أتذكر احسانه في كل مرة أراه فبذلك أكون شاكرا و ممتنّا له طيلة حياتي  والله شكور يحب الشاكرين ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)). مرة وجدت صديقي قد رفع شأني و ذكري على ملأ من الناس, شعرت بالخجل وقتها لأني كنت على مرأى من الناس و لكن غمرتني سعادة في قلبي بإكرام هذا الصديق لي أمام الناس. فأعطيت هذا الشخص لقبا (أحفظه لنفسي) على هذا الإحسان. و بعد بضعة سنين سمعت أحدهم يقول: "أحدهم استصغرك و قلّل من شأنك في المجلس" فقلت له من يكون ذلك فأجاباني أنه فلان (صديقي) فتذكرت مباشرة لقب صديقي في داخلي و قلت لمحدثي: تقصد فلان الكريم, هذا شخص كريم و يكرم الناس و حبيب لن أنسى ما فعل لي. فاستغرب صاحبي ردة فعلي هذه و لا ألومه فهو لا يعلم ما كان يدور في ذهني و هو يحدثني, نعم أعزائي, تذكرت إحسانه إلي برفع شأني بين الناس فلم أجد في نفسي على صديقي شيء قط فلم أنزعج أبدا أبدا من استصغاره بل دافعت عنه.

أرأيتم كيف استفدت من اللقب! كل شخص له أسلوب في تذكر احسان الآخرين إليه, لكني شخصيا أجد هذه الطريقة سهلة لأتذكّر. ثم إني أريد بهذا اللقب أن يكون احسان المحسن إلي أن يستمر إحسانه طوال حياتي و حياته. يكون ذلك بتذكري لإحسانه فأشكره فالإنسان بالفطرة يشكر من أحسن إليه. و أيضا يكون بتذكري إحسانه فلا أفكّر قط في إيذائه فهل قابلت يوما شخصا أعطاك مبلغا كبيرا من المال فمزقت ماله أمامه؟ إنما فقط نحن البشر للأسف إن أحسن إلينا ربنا سبحانه و تعالى نحاربه بالذنوب و المعاصي. وأيضا يكون ذلك بتذكري إحسانه إن أساء إلي, فإن تذكرت إحسانه هان عليّ إساءته فأعفو عنه و اعلموا أن العفو إحسان إلى نفسي و إحسان إلى المسيء كما ذكرت في موضوع ((و العافين عن الناس)) في الواقع أكثر ما أستفيده من هذا اللقب القلبي هو العفو عن من حولي, فإن كان المحسن قد أساء إلي تذكرت مباشرة لقبه في قلبي و أنه قد أحسن إلي فلن أقابل الإساءة بالإساءة بل أقابلها بالعفو و الإكرام و إن لم أستطع ذلك فأضعف الإيمان إن تذكّرت إحسانه اعتبرت اساءته إلي ضريبة ما استفدت من إحسانه من قبل. فيا أعزائي, ما رأيكم أن تجربوها؟ أعطوا لكل شخص أحسن إليكم لقبا في أنفسكم, و ليكن اللقب لقبا مميزا تتذكرونه كلما رأيتم المحسن, و من ثم أخبروني بالنتائج. 



Sunday, January 22, 2012

الفرق بين الجاهل و الفيلسوف و العالم


أعزائي, أحتاج منكم دقيقتان لمعرفة الفرق بين الجاهل و الفيلسوف و العالم. أما الجاهل و العالم فهما معروفان, لكن الفيلسوف يحتاج إلى أن أوضّحه لكم. الفيلسوف كما قالوا: "كلمة يونانية الأصل بمعنى مُحِبّ الحكمة، وهو الشخص الذي يمارس الفلسفة ويفكر من خلالها ويؤلف فيها محاولا الإجابة عن الأسئلة الفلسفية الشهيرة ومستقصيا حلول للمسائل الفلسفية التي يطرحها كل عصر من العصور حول قضايا وأزمات يواجها الإنسان حول مكانته في الكون." و أنا في موضوعي هذا لا أقصد هذه الفئة فإنهم بهذا التعريف قد يكونون من العلماء بل كبار العلماء, ولكن أقصد مفهوم الفيلسوف المتعارف عليه عند بعض الشباب عندنا. قال الأخ فيصل الحسني: "هو الشخص الذي يضع نفسه منزلة العالم , رغم تعلمه وعلمه ويزيد احياناً من الثرثره مالا يخطر على قلب بشر". و هناك فرق بين هؤلاء الثلاثة في مواجهة الصعوبات.

يحكى أن ثلاثة قرروا أن يذهبوا إلى رحلة في وسط البحر, الأول لم يأخذ معه شيئا بل قرر السباحة ليستمتع بوقته و الثاني أخذ معه الأكسجين ليغوص في أعماق البحر لاستخراج جواهر البحر و مشاهدة غرائب المخلوقات و الثالث أخذ معه صنارة صيد و سترة نجاة. و عندما وصلوا إلى وسط البحر قفز الأول في البحر و الثاني غاص في البحر و الثالث بدأ بالصيد. الأول من فرط استمتاعه بالسباحة سبح بعيدا عن القارب, و الثاني انشغل بجمع المجوهرات و الثالث كان يصطاد ما يحتاجه من سمك. و فجأة جاءهم ريح عاصف فاضطربت الأمواج. أما الأول فقد غرق و هلك, أما الثاني قد نفد الأكسجين و غرق وهلك. أما الثالث خسر ما اصطاد من أسماك لكنه نجى بسبب سترة النجاة.

فالأول يا أعزائي هو مثال الجاهل, فهو لم يستعد لمواجهة صعوبات الحياة و ضيع وقته في الإستمتاع و اللهو, و لم يحدث نفسه قط في اغتنام أوقاته و الإستفادة منها. أما الثاني وهو الفيلسوف (على حسب التعريف الساخر عند الشباب وليس التعريف الحقيقي للفلاسفة) استغرق وقتا طويلا في التأمل و الغوص في العلوم من دون الإستفادة منها بل لغرض المطالعة, فعند مواجهة الصعوبات لم يغني عنه علمه شيئ لإنه لم يعمل به و العلم إن لم يستخدمه صاحبه فسيكون حملا ثقيلا. أما الثالث فهو العالم, فهو الذي يأخذ كفايته من العلوم و هو مع ذلك يرتدي لباس النجاة إن داهمته المخاطر.

False Popularity


History gives rise to all false beliefs and superstitions in today’s world, That’s what I thought made things curled. All works and scriptures don’t have enough proofs and by believing it I am not going to make any goof… Now I know I can never match their work, realizing how I criticized them because I was a jerk…. They were plain and simple in their work but I am roaming with false works of mine just like viruses lurk. They gained popularity because they were plain and simple and even now they still shine like stars that twinkle. I respect everything now, I won’t be trying to get false popularity with wrong works I vow….

Wednesday, January 18, 2012

Sad Moment When

Another group of tweets related to trending hashtag #SadMomentWhen For more tweets about the same subject please visit my page

#SadMomentWhen Calling and talking are considered an outdated fashion...

SadMomentWhen Distances grew and loved ones became apart..

SadMomentWhen we are lost in the human's creations

it's time for prayer, yet most people continue their work as if they didn't hear the call.

someone who don't know reading and writing, yet he carry books written by philosophers and support their thoughts.

SadMomentWhen Friends and relations were kept only a text away...

#SadMomentWhen you do everything yet you don't get any appreciation

we are Loved for what we are "Not" and not Loved for what we "Are"

#SadMomentWhen we leave the source of Guidance (Quran) and we seek guidance from infidels!


#SadMomentWhen you are lonely under the tree abdulaziz-mohammed.blogspot.com/2011/06/lonely…

#SadMomentWhen you see a loved one dying in your hands....

#SadMomentWhen when no one ships the same feeling as you ships with anyone...

#SadMomentWhen when you love someone that you will have no chances of meeting...

#SadMomentWhen when you see all your best friends turn against you

#SadMomentWhen you see someone you have great memories with and act as we don't know each others...

#SadMomentWhen you try desperately to make them happy, and they try desperately to make you sad.

#SadMomentWhen when we realize that the greatest enemy of our words is our action

#SadMomentWhen we define a target that is so easy to achieve yet we fail...

#SadMomentWhen love dies between two, kindness and forgiveness dies as well...

#SadMomentWhen you want a bit of power to control your heart, it's kinda assuring and sad....

#SadMomentWhen we have to have countless successes to be called smart while one failure or even a simple mistake to be called ignorant...

#SadMomentWhen we talk about every piece of art and artists yet we ignore the greatest art every one have access to see, Our Beautiful Universe

#SadMomentWhen you see people driven by work not driving work...

#SadMomentWhen you you find in your inbox a conversation with someone who is not in our world anymore

#SadMomentWhen you realize your faking your life, copying others, but too scared of them to be yourself

#SadMomentWhen you are hiding your thoughts, faking your profile in social network sites because no one else can understand them

#SadMomentWhen when you are happily texting someone thinking they love what you write but in the end you find they blocked you

#SadMomentWhen they ask you: "Have you ever loved someone?" and you answer: "No" and your heart cries: "Liar!"

#SadMomentWhen you can't remember when it was the last time you felt you are alive...

#SadMomentWhen men put all their efforts, merge letters and write words having the intention of attracting ladies....

#SadMomentWhen you are frustrated because of your friend's happiness


#SadMomentWhen you are having a great dream then you wake up and realize it was just a dream...
#SadMomentWhen they claim they love you, but behind your back they are making fun of you for believing them

#SadMomentWhen someone asks you on the street for a money but you realize you left your money at home.

HE gives them all they need and wish, and THEY are ungrateful

#SadMomentWhen I remember my own life...

you exhale your last breath...





Tuesday, January 17, 2012

Don’t Be Mad At Me

Here is another participation in trending hashtag #DontBeMadAtMe I wrote some tweets using the hashtag. I decided to share some of them. For more tweets about the same subject please visit my page

#DontBeMadAtMe because I am not following your rules

#DontBeMadAtMe if you can't read my mind or see what's in my heart!

#DontBeMadAtMe if we were raised differently, chickens and lions are not raised in the same manner

#DontBeMadAtMe for everything I have done I have done to survive. Excuse me I forgot to cry...

#DontBeMadAtMe if I didn't talk about the subjects you are interested in, I have my own interests and subjects!

#DontBeMadAtMe because I am worshiping Allah rather than follow idol worship in lethargy.

#DontBeMadAtMe if I am following the guiding light that will make me soar like a kite while you accepted to live in darkness

#DontBeMadAtMe I made my choice to live life fast ignoring to see if it would last, Excuse me, I forgot to dream your dream...

#DontBeMadAtMe when I am spamming your timelines trying to inspire my followers.

#DontBeMadAtMe if I stepped forward when you decided to step backward

#DontBeMadAtMe just because I have friends and loving people around me

#DontBeMadAtMe if I am killing the "Devil" inside your heart by my words

if I didn't have any feelings for you, my feelings were distributed to many, I am not sure if any feelings remains

if you found me countering every words you say, for we are ordered not to allow you spread atheism's beliefs among Muslims

If I said what you really "Deserve" and not what you really "Desire" to hear.


Real Women Want



What does a woman want
A diamond ring or a gold bangle
Choices and options abound
Luckily, smart enough to wangle

A doting husband, and lot more
A flexible and giving one
Who lets you be you
BTW, can have just one

A life full of surprises
Dreams, desires in plenty
Laughter and fun filled
Just grief and sorrow to scanty

Past would be all to cherish
Future will bring more and more
The present will sweep insane
Happiness will run through each chore.


Monday, January 16, 2012

طائر النجاح


كم مرة تجدون أناساً ينتقدونكم و يستحقرون أعمالكم و يقلّلون من شؤونكم بعد أن بذلتم جهودكم و نجحتم في أعمالكم؟ خاصة إن كان نجاحكم نجاحا كبيرا يعجز عن تحقيق مثله المميزون؟ كثيراً ما نجد أناسا لم نعلم منهم سوى الخير و الإقدام على تقديم الأفضل لأنفسهم و لمن حولهم و بالرغم من ذلك نجد شرذمة يتهمونهم و يتصيدون أخطاءهم. و هذا الإنتقاد يتفاوت من شخص لآخر, فالناجح يتعرض لهذه الإنتقادات لأنه سعى و بذل جهده و طبعا يقال مثل هذا الإنتقاد لمن رضي لنفسه دون القمة و رضي العيش بين الحفر و المستنقعات, فهؤلاء قليلا ما تجد أحدا يطعنهم لأنهم لا يؤبه بهم أساسا, و من كان يعيش في خوف مستمر فلا يحلم أن يصبح حرا. أما الناجحون و المتميزون فإن الحاسدين يحسبون لهم ألف حساب و حساب و يتربصونهم ((فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ))

ما هي ردود أفعالكم إن رأيتم طائرا ضخما من أندر و أجمل ما يكون من الطيور يحلّق في السماء؟ صحيح أننا سنلتفت إلى الطائر فإنه فريد من نوعه لكن هناك عدة ردود أفعال عند مشاهدة هذا الطائر الرائع العجيب و سأذكر خمسة منها. الأول سينظر إلى هذا الطائر نظر المعجب به و يسعى جاهدا بكل السّبل في إعطاء هذا الطائر حرية التحليق و كل ما يحتاجه ليتألق جمالا فوق جمال و إضافة إلى ذلك تجده يسبح الله و يحمده أن خلق طائرا بهذا الجمال. و الثاني تجده ينظر إلى الطائر نظرة المستحقر, فيرى نفسه أنّه خير من الطائر, و إضافة إلى ذلك, يخالف الكل و يدّعي أن الطائر شكله قبيح. و الثالث يترقب ظهور الطائر أمامه فيصوره و ينشر صوره بين الناس, سواء في المواقع الشخصية أو الإجتماعية أو الجرائد...الخ و الرابع هو الذي إن رأى الطائر سعى جاهدا أن يصطاده ربما ليأكله أو ليحبسه في قفص عنده ليسلب من الطائر حرية التحليق في السماء. أما الخامس ينظر إلى الطائر و من ثم يكمل طريقه.

ما ذكرت هو مثال الناجح و الناس من حوله, فالطائر الضخم الجميل النادر هو الناجح, و لابد من الإلتفات إليه فهو فريد من نوعه. الناجح رجل عظمت همّته فلا يرضى أن يعيش أبد الدهر في نفس المستوى, بل يتشوق قلبه أن يتحرّر من الخوف و قيود ضعف الهمة و العزيمة. هذا الناجح كمل عقله فميز بين من له هدف و من ليس له هدف, و اعتبر بقول الحكماء: "إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور". فالناجح يبذل كل ما يملك من طاقة و أدوات في تحقيق أهدافه و تجنب المصير المخزي للكثيرين. يتعب قليلاً في ضرب جناحيه ليطير و لكن إن طار وجد لذة و سعادة لا يعلمها إلا الله. أعزائي, اعلموا أن الناجح يتعب قليلا لكن ما إن حقق بعض أهدافه و بدأ بالطيران فلا تسأل عن مدى فرحته, حتى هو نفسه لن يستطيع أن يصف مدى سعادته, و حق له فإنما تكمن السعادة و النجاة في جلب المطلوب و دفع المرهوب. و أما كونه ضخما و جميلا فلأن الناجح غالبا نفعه ليس مقتصر على نفسه إنما يتعدى إلى من حوله فينفع نفسه و ينفع الخلق. لذلك كان من أعظم صفات الناجح أنه يساعد من حوله على تحقيق النجاح و أن يفيدهم من خبراته.

أما الذين رأوا الطائر, فالأول الذي سعى جاهدا بكل السبل في إعطاء الطائر حرية التحليق, فهذا مثله مثل الكرام الذين يسعون بكل ما يملكون في دعم الناجحين و المتميزين و يحفزونهم بشتى الطرق. إن هؤلاء الكرام يحمدون الله و يشكرونه أن سخّر في أمّتهم من يكون ناجحا و ينفع نفسه و مجتمعه و العالم أجمع. ألسنا يا أعزائي نحمد الله على أن جعل في أمّتنا أمثال أبو حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد بن حنبل؟ ألسنا نسعى في نشر علمهم و نذبّ عن أعراضهم؟ أليست دولتنا الكريمة تكرم الناجحين و المتميزين في شتى المجالات مثال شخصية العام الإسلامية, و الشخصية المثالية, و المؤسسات المحفزة في الدولة؟  ليس فقط الدافع في فعلهم هو طبعهم السليم الصحيح, بل أيضا نبوغ العقل فيهم فهم يعلمون أن كل ناجح إنما يقدّم ما يقدّم فنفعه واصل إلى من حوله. فالناجحون لا يفرحون لأنهم سعداء فقط بل يفرحون إن فرح الناس, نعم فكذلك هي صفات الكرام. ثم إن الذين سعوا في دعم الناجحين علموا أن النجاح المتميز و الإنجازات العظيمة بحاجة إلى تعاون مجموعة من الخلق و لهذا آزر بعضهم بعضا و هؤلاء ((كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا))

أما الثاني الذي استحقر الطائر فهذا كمثل أولئك الشرذمة الذين ركبهم ابليس فلعب فيهم لعب الصبيان بالألعاب, فزرع في قلوبهم الكبر و التجبر على خلق الله. يظن كل واحد منهم أنه العبد المصطفى المختار من بين خلق الله, و يظن أنّه على حق دائما و من خالفه على الباطل. لا يرى نجاح كل ناجح نجاحاً و إنما يرى هفوات نفسه و عوراتها هي من علامات النجاح المطلوبة. أعزائي, هل يكون الخنزير مساويا لجمال الخيل؟ لا يكون ذلك و لا يقول ذلك إلا من أصيب بعفن في ذوقه. فكذلك هؤلاء إنما يدّعون قبح الطائر لعفن في عقولهم و قلوبهم و أذواقهم, فيرون الجميل قبيحا و القبيح جميلا, و هذا من شؤم الغرور, فإنك إن كنت مغرورا تُنكر الحس و الحق و من أنكرهما خاب و خسر. هؤلاء الذين يستحقرون هذا الطائر الجميل يستحقرونهم لأنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنهم لن يستطيعوا أن يصلوا إلى عشر ما وصلوا إليه الناجحون, فلا يجدون سبيلا إلى أن يحطوا من أقدارهم إلا بأن يخدعوا أنفسهم و ما يضرون إلا أنفسهم و ما يشعرون لكبر و غرور في صدورهم. كما أن كريم الأصل كالغصن, كلما ازداد من خير تواضع و انحنى فهكذا من كان خبيث الأصل, كالنار كلما اشتدت ارتفعت و تكبرت و إمامهم في ذلك هو إبليس الذي أبلس من رحمة الله. أقول للناجحين إن قابلوا هذه الفئة أن لا يحزنوا و يتأثروا بتكبّر هؤلاء و استحقارهم, فكما أنهم يرون الطائر الضخم في السماء صغيرا حقيرا, فكذلك هذا الطائر الضخم الذي يحلّق في السماء يرى هؤلاء المتكبرين كأمثال الذر. وبما أننا أُمرنا بأن نُذكر غيرنا فأنا أذكر من بقي له ذرة إيمان أن يعتبر بكلام رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"

أما الثالث فهو الذي رضي أن يكون نشرة إخبارية عن ما يحقّقه الناجحون, فلم يرتقي إلى درجتهم ولم يحدث نفسه ببذل مثل ما بذلوا كي يحققوا النجاح بل اكتفوا بنشر نجاح من نجح. لعل خير هؤلاء أقرب من شرهم, لكن العاقل الذي يدرك قيمة الحياة الدنيا لم يكن ليؤثر مثل هذا العمل على أن يقدم شيئا لنفسه و لمن حوله. أعزائي, كم هو جميل أن يكون في قلب الإنسان طمع في التماس رضى الله سبحانه و تعالى, و أن يكون في هذه الدنيا حديثا جميل الذكر, يذكره الناس من بعد نفاد العمر, فالدنيا عبارة عن أحاديث ليس لها حصر و الثناء الحسن هو عمر الإنسان الثاني في الدهر و إن كان في القبر. إن الذي ينهاه عقله عن إضاعة الأوقات في نشر كل ما قيل و قال عن الناجح, لغرس اليوم شجرة لينام في ظلها غدا, و حتى إن لم تثمر الشجرة كما أثمرت للناجحين غيره فهو أفضل من لا شيء. أُذكّر من كان من هذه الفئة أن أعمال المرء هي مقياس, فبأعمال المرء و صرفه هممه في أمر ما نستطيع أن نحدد شخصية المرء.

أما الرابع و هو الذي يصطاد الطائر فهو الذي يغري الناجحين أن يعملوا له و أن تكون أعمالهم تابعة لهواه, فإن لم تكن أعمالهم تابعة لهواه حبسه في قفص. ذلك لأنه لا يريد أن يستفيد هو من الناجح و لا يريد أحدا من خلق الله أن يستفيد من الناجح و هذا من أعظم الظلم. فمن أعظم ظلما ممن ضلّ و يريد أن يضلّ غيره, فيمنع أن يصل الخير إلى غيره بل يطمع أن يكون الخير لنفسه بل أحيانا يرضى أن يضر نفسه و أن لا يستفيد أحد غيره ((وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)) و بعض هؤلاء يسرقون عمل الناجح و ينسبونها إلى أنفسهم بغير أن ينسبوا النجاح لمستحقيها, فهؤلاء مثال الذي يصطاد الطائر ليأكله.  و الرابع مذموم في كل أحواله, لأنه في غم مستمر لا ينقطع, يحاول ليل نهار أن يوقع الناجح و هذه مصيبة لا يؤجر عليها بل يؤثم و يذم ذكره في العالمين. ما أعظم خسارته! هو في غمّ و تعب يلحق الطائر ليصطاده و الطائر يطير بسعادة في السماء, فشتّان بين الحالتين. لا يرضى بمثل عمل هذا الرابع (الذي يسعى لاصطياد الناجح) إلا خسيس النفس و لا يوافقه على فعله إلا من تساوى معه في خسة النفس. لعلّ أعظم عقوبة يتعرض لها هؤلاء هي سخط الله و الملائكة و الناس أجمعين و بذلك يغلق عنه أبواب الموصلة إلى توفيق الرحمن و تفتح له أبواب العار و الخذلان  المؤدية إلى رضا الشيطان.

أما الخامس فهو الذي أشغله أمر نفسه عن أمر الناس و رأى أن في السلامة من مخالطة الخلق فوائد كثيرة. سمع بنجاح الناجحين فلم يصرفه ذلك عما هو عليه و واصل طريقه و علم من نفسه أن عزّه في عزلته. قد علم أنه لا يقوى على إعانة الطائر و تيسير السبل للإستمرار في نجاحه, علم أنه ليس أعلى قدرا من هذا الناجح و رفض أن يغرق نفسه الكريمة في ظلمات الجهل فيصطاد الناجح و يحرم الآخرين من الانتفاع منه. كان رافضا لإضاعة وقته بالتصوير و نشر الأخبار بل قرر أن يعتزلهم جميعا و يكف شره عن الناس. فباعتزاله يحفظ لسانه من اللغط و يحفظ عقله من الإختلاط مع هموم الناس و غمومهم. يغض الطرف عن هفوات الناجحين و يحفظ سمعه عن سماع قبيح أقوال الصيادين و المتكبرين. يحفظ نفسه من العجلة في رمي الناس بالإتهامات و الأباطيل, فيلج بسبب ذلك في بحور الفتن بلا قارب. و ربما اعتزل الناس ليبعد نفسه عن مواطن الرياء أو لإخلاص قلبه لله سبحانه و تعالى, و لعله يربي نفسه تربية ذاتية بعيدة عن ما ينشره مصوّر الطائر و لعلّ هناك أسباب أخرى. كما قال أحدهم: "العزلة على مراتب، وتختلف باختلاف أحوال الناس، من الناس من يكون عنده قدرة علمية وقدرة شخصية وبيانية، ويستطيع أن يصارع الباطل، ويقاوم الباطل ويؤثر، وآخر دون ذلك." فالخامس و هو الأخير علم أن الدواء لنفسه هي العزلة و لم يصل في العزلة إلى درجة أن يحبس نفسه من أن يستنشق الهواء أو ينظر إلى الطائر, و لم يخالط لدرجة أن يجري عليه الحمقى و المغفلين.

يا أيها الناجحون, قد علمتم مثلكم و مثل من حولكم, فاختاروا لأنفسكم ما تريدون. لا تنزعجوا إن وجدتم من يتّهم نواياكم, أو يسيء إليكم حسدا من أنفسهم. لا تضعفوا و تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف" و اعلموا أن هذه هي سنة الله في خلقه, و من تدبر قول الله سبحانه و تعالى في سورة الأنعام لارتاح و انشرح صدره: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113) )). إخواني و أخواتي, كم أتمنى أن يأتي يوم نمدح فيه الناجح و نشيد بأفعاله علنا, و إن أخطأ في أمر ما فلا نحطّم همته و نضعف عزيمته بل نعاتبه سرا. و أقول لمن فاته قطار النجاح مثلي, فليمضي و يمشي بحسب استطاعته, فالوصول متأخر خير من عدم الوصول. أخيرا, تذكروا أنه ليست العبرة في عدد الإنجازات بل في قيمتها, و أول الشجرة نواة فبادروا بزرع النواة.


It Annoys Me When


Yesterday the #itAnnoysMeWhen was trending, so I wrote some tweets using the hashtag. I decided to share some of them. If you are interested for more please visit my page


#itAnnoysMeWhen I see people dare to say "This is wrong" to weak and poor people but they chicken out if it was VIP or a beautiful lady!


#itAnnoysMeWhen I listen to loud songs from others' cars while waiting for the traffic signals to turn green.


#itAnnoysMeWhen it's cool to give names to people from different nationalities but it's totally un-cool when some call us with names.


#itAnnoysMeWhen people insult a religious man who laughed while they praise those insane singers who laugh and shout for no reason.


#itAnnoysMeWhen people care to increase their general knowledge and improve their lives and they ignore improving their soul & faith


#itAnnoysMeWhen you show someone how great is his mistake yet he tries desperately to find weak excuses to defend himself.


#itAnnoysMeWhen I see some people respect people, titles, positions, materials more than God


#itAnnoysMeWhen people exceed the limit in expressing their love.


#itAnnoysMeWhen I see people early in the morning listening to songs instead of Quran


#itAnnoysMeWhen HR people recruit people based on the candidate looks or their friendships with the candidate.


#itAnnoysMeWhen someone claims he accepts advises but when you advise him he gets angry.


#ItAnnoysMeWhen I realize I have no power to change what can be changed.


#ItAnnoysMeWhen I see people says country comes before religion


#ItAnnoysMeWhen I see no one stand up and say anything when they see "Shameless" acts


#ItAnnoysMeWhen people say we are "All Equal" I’m sorry but I am not equal to someone who decided to live among trash and he is happy...


#ItAnnoysMeWhen a man who doesn’t know anything but poems and love stories, talk lowly about our scholars.


#ItAnnoysMeWhen we use our religion teachings only when it's not conflicting with our desires.


#ItAnnoysMeWhen men stand up against you to support wrong claims by a Lady


#ItAnnoysMeWhen we are not proud of our religion.


#ItAnnoysMeWhen I see men throwing their prides to get close to certain VIPs


#ItAnnoysMeWhen people counter your words when you are using verses of Quran or sayings of Prophet Mohammed peace be upon him


#ItAnnoysMeWhen parrots of the western's media talk about Islam


#ItAnnoysMeWhen I feel I am the only one standing in this battlefield...


#itAnnoysMeWhen I find lots of things around me that makes me get annoyed :D

Sunday, January 15, 2012

أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيه كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا


قال الله سبحانه و تعالى في كتابه في سورة القصص الآية 61:

((أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيه كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة مِنْ الْمُحْضَرِينَ))

قالوا أن الاستفهام مستعمل في إنكار المشابهة والمماثلة التي أفادها "كاف" التشبيه ، فالمعنى أن الفريقين ليسوا سواء إذ لا يستوي أهل نعيم عاجل زائل وأهل نعيم آجل خالد. قال إمام المفسرين الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: " يَقُول تَعَالَى ذِكْره : أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ مِنْ خَلْقنَا عَلَى طَاعَته إِيَّانَا الْجَنَّة , فَآمَنَ بِمَا وَعَدْنَاهُ وَصَدَّقَ وَأَطَاعَنَا , فَاسْتَحَقَّ بِطَاعَتِهِ إِيَّانَا أَنْ نُنْجِز لَهُ مَا وَعَدْنَا , فَهُوَ لَاقٍ مَا وُعِدَ , وَصَائِر إِلَيْهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا مَتَاعهَا , فَتَمَتَّعَ بِهِ , وَنَسِيَ الْعَمَل بِمَا وَعَدْنَا أَهْل الطَّاعَة , وَتَرَكَ طَلَبه , وَآثَرَ لَذَّة عَاجِلَة عَلَى آجِلَة , ثُمَّ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة إِذَا وَرَدَ عَلَى اللَّه مِنْ الْمُحْضَرِينَ , يَعْنِي مِنْ الْمُشْهَدِينَ عَذَاب اللَّه , وَأَلِيم عِقَابه"

هذه الآية يا أعزائي ينفي الله فيها الشبه بين من آمن بوعد الله و بين من لم يؤمن. فإن المؤمن الذي يؤمن بوعد الله تطيب نفسه لأنه يعلم ما هو مقصوده فلا يزعجه شيء, و حق له ذلك فإننا إن وعدنا رجل صالح صادق بأمر فإننا نصدقه و نطمئن لكلامه لمَ ثبت عندنا من صدقه. أحيانا حتى المدير الظالم في العمل إن وعدنا بوعد فإننا كموظفين نطمئن لوعوده و أنّه سيفي بها, فما بال المؤمن لا يطمئن لوعد الله رب العالمين؟ فمن أصدق من الله حديثا ؟ و من أصدق من الله قيلا و من أصدق من الله وعدا؟ فمن كان كذلك، كان حري بالمؤمن أن يطمئن لوعده. إني أستمع إلى هذه الآية كلما حز في خاطري أمر من أمور الدنيا, فإن وجدت في نفسي ميلا لشيء من أمور الدنيا استمعت للآية فإن كنت في السيارة استمعت إلى الآية مرة و مرتين و ثلاثة, و إن كنت في مكان آخر استمتعت إلى الآية عن طريق الهاتف المتحرك مرة و مرتين و ثلاثة كي لا أحمل همّا من هموم الدنيا فإني انسان لست بكامل في إيماني و لا يحضرني الآية في كل وقت بل أغفل عنها فكنت أضطر أن أستمع إلى الآية كي أتذكّر.

أذكر منذ سنين عديدة كانت هناك مسابقة و أنا اشتركت فيها من دون علمي بأنها لا تجوز ففزت بالجائزة و كانت الجائزة عبارة عن سيارة Nissan و وقتها كانت من أكثر السيارات المطلوبة لدى أبناء هذا البلد الكريم لكني علمت من والدي حفظه الله أنه لا ينبغي لي أن أخذ مثل هذه الجائزة, طبعا عندما علمت الحكم من والدي العزيز شقّ ذلك على قلبي لكن بينما كنت في غرفتي استمعت إلى هذه الآية العظيمة فقلت في نفسي من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه, فوالله إني لم أبالي بعدها و لم يشق ذلك علي. و أذكر مرة اتصلوا بي أني فزت بسيارة BMW لشرائي من أحد المراكز التجارية و لكني قلت لهم شكرا لكم لكني لا أرغب بها. راجعني بعض أصحابي فقلت لا يهمني أمر السيارة و لا أعلم كيف ربحتها و لم أقصدها فلم أذهب و أستفسر عن الأمر و تعذّرت لصاحبي بأعذار لكن ما كان يطرق قلبي حينها و أنا أتعذر هو قول الله سبحانه و تعالى ((أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيه كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا))

و أذكر مرة أعطاني أحدهم مبلغاً كبيراً جدا من المال لدرجة أنه كان سيكفيني إن عشت حياتي بلا عمل لكني علمت من نفسي إن أخذت المال لم أكن لأصرفها في مصارفها المطلوبة بل علمت يقينا أني كنت سأطغى فأنا أعلم عوار نفسي و تذكرت قوله تعالى: ((كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)) و كما قال أحدهم: "الإستغناء الذي يسبب الطغيان هو كل استغناء يحصل للإنسان من أسباب النجاح. هو المال أحياناً . والقوة والسلطان أحياناً أخر. والجاه والعشيرة ونظارة الشباب وزهوّه والتحصيل العلمي والمكانة الاجتماعية والشهرة . كل اولئك مجتمعة ربما تسبب الطغيان للإنسان فتفتنه عن دينه إن لم يكن صاحب إرادة قوية وعزم شديد. فكلمة (استغنى) فيها بلاغة عجيبة تضم كل أنواع الإستغناءات الممقوتة المنهي عنها مهما كان نوعها وشكلها. والله اعلم." و الضابط في المسألة أن كل شيء أدّى إلى إيثار الحياة الدنيا فهو موجب للطغيان. ثم تذكرت قوله سبحانه و تعالى: ((أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيه كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة مِنْ الْمُحْضَرِينَ)) و تذكرت وعد الله للمنفقين أموالهم و وعيده للبخلاء الذين يكنزون الذهب و الفضة فآثرت أن أنفق ما عندي بدلا أن أتمتع بالأموال بضعة أيام.

إن هذه الآية العظيمة إن تذكّرها المرء لحفظته من السوء و اتباع هواه و إن آمن بما فيها و عمل بمقتضاها لانشرح صدره. كثيرا ما أجد بعض إخواني يأمرونني بأن أشارك في بعض الأمور التي سأحصل عليها فوائد عاجلة لكني أعلم أنها ستشغلني و ستغير عليّ قلبي. مثال هذه الأمور قول أحدهم: "لك أسلوب تستطيع بفضلها أن تدخل قلوب الملوك, فلم لا ترتاد عليهم و تكتب فيهم أشعارا أو شيء من هذا القبيل؟" لعلّه صدق فربما أستطيع أن أُنظم شعرا ربما يستحسنه الحكّام, و ربما أحصل على ما نظمت من شعر مكرمةً و صلة منهم. لكن أقول لصاحبي المشير علي بذلك, بأن المعتاد على أبواب الملوك إما محتاج و إما يطلب جاهاً! أما رزقي فبيد أكرم الأكرمين و قناعتي بنصيبي جعلتني ملكاً من بين العالمين, فهل رأيت ملكا يعتاد أبواب الناس طالبا حاجة أو جاها!؟ و أضيف و أقول أن وقوف الشخص عند باب الملوك و الحكّام و الأمراء سواء كان سائلاً للمعونة أو اطلق لسانه بالمدح مثله كمثل من باع الذهب بالفضة, خسر الأفضل و حصل على المفضول. إني أحمد الله سبحانه و تعالى أن جعل والداي يسمّانني "عبدالعزيز" عبد "للعزيز العظيم" الذي تصغر عند عزّته أنوف الملوك و تتضاءل في جانب عظمته كل معظّم عند الخلق فسبحان الموصوف بالعزة و العظمة.

أعزائي, اعلموا بأني لست مثاليا و لا قريب من هذه المرتبة و لا أدّعي لنفسي شيء من ذلك بل مثلي كمثل غيري أمر بمواقف صعبة و أشعر بضيق إن لم أحصل على مطلوبي. أخبركم بتجربة شخصية لعلكم تستفيدون منها و خاصة الشباب فتطبقون ما طبقت. أذكر أن في أحد المرّات و أنا خارج من عملي فوجئت بامرأة كادت تصدمني فاعتذرت و أكمل كل واحد منّا طريقه. ثم علمت أن هذه المرأة موظفة تعمل في عمل قريب من مقرّ عملي. في كل يوم عندما ينتهي وقت العمل و أنا عائد إلى بيتي أجدها أمامي تبتسم و تسلم علي و أرد عليها, و من عادتي أن لا يلتقي بصري بوجه امرأة غريبة لا أعرفها لكني أرد السلام بالمثل, و هذه هي عادتي أني أعامل كل شخص كما يعاملني بل أسعى جاهدا أن أعامله بأفضل مما يعاملني. كانت هذه المرأة ذات حسب و جمال, و استمر الحال إلى أن وجدت في قلبي ميلاً لهذه المرأة فحزنت لذلك حزنا شديدا لا أستطيع أن أصفه لأني لم أرد شيئا أن يُعكر صفو قلبي, فإني إنسان يحب أن يحافظ على سلامة قلبه كما يحب الناس المحافظة على نظافة أبدانهم و لباسهم, و الزواج لم يكن الحل الذي أطلبه فإني لم أرغب بذلك.

و هكذا عندما أرى هذه المرأة كنت أجد في نفسي شوقا إلى النظر إليها أو سماع صوتها و هي تسلم علي لكني كنت أذكر نفسي بالآية العظيمة ((أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيه كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْم الْقِيَامَة مِنْ الْمُحْضَرِينَ)) كنت أعلم أن الله قد وعد الذين يغضون أبصارهم بالحسنى, وتذكرت السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله و من هؤلاء السبعة: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله" و تذكرت أن هذه المرأة و غيرها إنما من متاع الحياة الدنيا, أستمتع قليلا بالنظر إليها  ثم يزول كل ذلك و إني إن لم أحفظ بصري أكون يوم القيامة من المحضرين المعذبين. كنت أدعو الله و أقول: " ألا يا رب قد أضر بي الهوى و صار قلبي بالأسقام معذبا و أُصبح قريح الجفون من مدامعي و أبيت على جمر الغضى أئن و أكتم غرامي ولا أبوح بحبي ولكن الدمع يبعث رسائلي فيا رب لا تهن كرامتي و لا تجعلني أشقى خلقك وإجعلني صبورا على حر الغرام فالحب يارب فيك و في غيرك باطل فأنت العزيز و لا عزيز سواك و أنت المجيد و نحن العبيد". كلما تذكّرت هذه المرأة أو تفكّرت فيها استمعت إلى الآية. و إن وجدت المرأة أمامي أتجنبها بكل الطرق الممكنة, مثل أن أتأخر عن الخروج أو أسبقها, فإن لم أجد إلى تجنّبها سبيلاً استمعت للآية عن طريق الهاتف المتحرك و أنا أمشي لكي أفكر بأمور أعظم من هذه الأمور الدنيوية التافهة. و طبعا بما أن نفسي لم تحصل على ما تشتهيها كانت تصاب ببعض الضيق, و لأغلب هذا الضيق و أنا خارج من عملي أستمع في سيارتي إلى هذه الآية مرة و مرتين و ثلاثة إلى أن يشتهي قلبي ما عند الله. و هكذا مرّت الأيام و أنا على هذه الحالة, إلى أن منّ الله علي و أذهب ما أجده في قلبي لهذه المرأة و الحمدلله.

إخواني و أخواتي, ما تعني لكم هذه الآية؟ كلّنا يعلم أنها كلام الله سبحانه و تعالى لكني أسألكم هل تعني لكم شيئا؟ هل أحدثت في قلوبكم أمرا؟ أما عن نفسي فأقول إن هذه الآية هي آية تكفيني في حياتي كلها و هي دواء لجميع أدواء القلوب. بل أقسم بالله العلي العظيم أنه لو لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم سوى هذه الآية لكفت الأمة أجمع من أولهم إلى آخرهم إلى يوم القيامة إن آمنوا بها و عملوا بمقتضاها. نعم أعزائي إن هذه الآية بالنسبة لي كافية أن أعيش حياة سعيدة في هذه الدنيا, فإن آمنت بها و عملت بمقتضى الإيمان فإنها كافية إن شاء الله أن أكون سعيدا في الآخرة. ربما تتساءلون عن سبب قولي و ربما يقول من ليس له مسكة عقل: "إن هذا الرجل يبالغ!" لكن من تدبّرها و علم ما فيها لسفه نفسه على مقولته بل أقول له و لأمثاله: أنه لو كان من عبدالعزيز مليون مليون مليون و كتبوا في معاني هذه الآية مليون مليون مليون يوم إلى يوم القيامة لم يقدروا قدر هذه الآية حق قدرها و لا يعلم ما في هذه الآية إلا الله سبحانه و تعالى. أخيرا إخواني و أخواتي, أقول لكم جربوا تجربتي, كلما وجدتم في أنفسكم ميلا للأمور الدنيوية الزائلة و تعلقا بها قد يضر بآخرتكم استمعوا بقلوبكم إلى الآية, و تذكروا ما قاله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "واللّه ما الحياة الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم أصبعه في اليم فلينظر ماذا يرجع إليه".

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...