Thursday, July 20, 2017

الإنسان و الجهل


عندما يكون قلب الإنسان أسود كالفحم، وأعمى كالخفاش عندها سوف يرى "الخطأ" صوابا ويرى "الصواب" عيبا. فإن عمي القلب و استحكم الجهل فالدنيا في خطر منه، فالإنسان مهما كان دينه الذي يعتنقه رائعا و مهما كان تمسكه به إن خالط دينه جهل فسيؤدي في النهاية إلى نوع من أنواع الإرهاب. و كذلك ذوي القوة و المناصب، إن استحكم الجهل فيهم يتحول قوتهم التي ينبغي أن يستخدموها لمساعدة الناس إلى طغيان صارخ. و أما الإنسان الذي يتمتع بحرية و يدعي بأنه متمرد على كل القيود إن استحكم الجهل فيه فإنه يتخبط تخبطا عظيما و في حيرة لا يخرجها منها أبدا إلا برحمة من الله. أما الجهل مع الغني و الذي يحب جمع المال فإنه أسهل طريق إلى الفساد. كم اليوم نجد أناسا وصلوا مناصب عالية و يحصلون على رواتب عالية في أعمالهم إلا أنه بسبب جهلهم يختلسون الشركة أو الإدارة و يفسدون فيها . و أما الفقير و الضعيف و أصحاب الدرجة المتدنية في المجتمعات التي تعتنق مثل هذه التقسيمات، فإن استحكم الجهل فيه فإنه يؤدي إلى ارتكاب الجرائم من السرقة و القتل و ما إلى ذلك. قد كتبت في مدونة سابقة لي، الجهل أصل الشرور و المولود الأول للجهل هو الخوف و شرح هذا قد يطول فمن أراد ذلك فليعد إلى المدونة.

كم بيننا اليوم أناس من يدعون الوسطية و التسامح و غير هذه الأمور و لكن ما هو إلا إنسان شهوانيته طافحة، شهوانية أقرب للشهوة البهيمية من الإنسانية، يضع صور فاتنات و جميلات ثم يكتب هنا الصدق، هنا الإنسانية، أحب هذه الرسالة، أو مثل هذه العبارات كذا و كذا، ينمق الصورة الفاتنة و المرأة التي يشتهيها بكلمات عن الإنسانية و الوسطية، و هو يعلم في قرارة نفسه و يعلم العقلاء و ذوي البصيرة بأنه شهواني لم ترقى روحه بعد فوق خبائث النفس البهيمية. عسى الله أن لا يجعلنا في موقف من مواقفهم الفاضحة فيأتي العقلاء فيكشفون عوراتنا و أننا عميان و جهلة كنا ندعي العلم و الوعي! لن يعجب كلامي أولئكم الذين قصدت.

الذي ألاحظه أن أخواننا يكنون البغضاء لأصحاب الأفعال المشينة بشكل كبير جدا! يحاربون الطائفية و التشدد و ما إلى ذلك، لكنهم لم يتحرروا من الحقد. ففي كل حين تجدهم يظهرون هذا البغض و الحقد ليلا و نهارا، لا يهدأ لهم بال… أتساءل، هل بإمكان هؤلاء أن يصلحوا ما أفسده أولئكم الذين ينتقدون! هل يصلح هؤلاء أن يكونوا قدوة و مثالا للوسطية و الإنسانية و ما إلى ذلك… برأيي، يصعب ذلك… الإنسان بحاجة إلى الرحمة و السعة الروحية و القلبية قبل أن يصلح ما أفسده الناس، فإن ضاق قلبه ولم يكن هناك احتمال أن يحب المخطئ فالغالب بأنه لن يبالي أن ينتهوا إلى الجنة أم إلى النار،بل لعلهم يشتبشرون إن قيل لهم بأنهم في النار… نحن بحاجة إلى أطنان من الرحمة الحقيقية قبل أن يتغير الوضع، بحاجة إلى نور إلهي في القلب، بحاجة إلى

على كل أسأل الله أن يعلمنا و يرفع عنا الجهل ولا يكلنا إلى أنفسنا

No comments:

Post a Comment